لايف ستايل

تعرفي على ريما الحربي أول هجانة سعودية


برزت ريما الحربي كأيقونة مضيئة في سماء رياضة سباق الهجن السعودية وحفرت اسمها بأحرف من نور عندما أصبحت أول هجانة سعودية تحصد المركز الأول

 

في عالم تسوده تقاليد تمتد لعصور، برزت ريما الحربي كأيقونة مضيئة في سماء رياضة سباق الهجن السعودية. حفرت هذه الشابة المبدعة اسمها بأحرف من نور عندما أصبحت أول هجانة سعودية تحصد المركز الأول في سباقات الهجانة، محققة إنجازاً لم تعرفه غيرها من النساء في هذا المجال

نشأت ريما الحربي

ولدت ريما الحربي في المدينة المنورة، ونشأت في أسرة عريقة توارثت عشق الإبل جيلاً بعد جيل. تقول ريما عن بداياتها: «بدأت ممارسة رياضة ركوب الهجن عندما بلغت من العمر 7 سنوات. كنت طفلة ورثت عن أبيها وجدها حب هذه الرياضة وهم يمتلكون الكثير من الإبل». من هذه الجذور العميقة، استقت ريما الحربي الشغف والمهارة التي قادتها إلى التفوق. لم تكن الحربي، مجرد هاوية لرياضة الهجن، بل قررت منذ البداية أن تتخذها مهنة جدية ورياضة تحقق من خلالها النجاح والتفوق. تقول ريما: «قررت أن أحترف هذه الرياضة وألا أمارسها فقط للتسلية، بل عزمت على المشاركة بالمسابقات منذ اللحظة الأولى». هذا القرار الجريء والمصيري كان بداية مسيرة ملهمة مليئة بالتحديات والانتصارات.

اهتمام ريما الحربي بالإبل

ازداد اهتمام ريما بالهجن مع مرور الوقت، كانت مفتونة بهذا الكائن الجميل والذكي. وتصف ريما شغفها بقولها: «أثار اهتمامي حب هذا الكائن الجميل والذكي والرائع، أنها رياضة ممتعة ومذهلة يتنافس فيها الأقوياء والرائعون. واخترت الاجتهاد فيها وأردت أن أكون بطلة عالم وأتميز في رياضتي هذه». ولم تكن الرحلة سهلة، لكنها تلقت دعمًا كبيرًا من عائلتها، خاصة والديها الذين قدموا لها الدعم المعنوي والمادي، تقول: «والدي كانا من الداعمين لي معنويًا وماديًا، ولهم أثر كبير في نجاحي وخبرتي في هذه الرياضة».

الذكريات العائلية مع ريما كانت دائمًا مليئة بالفرح والدهشة، حيث كانت عائلتها مذهولة من هذه الفتاة الصغيرة التي تمكنت من ركوب الهجن بسرعة عالية، وهو شيء لم يشاهده أحد من قبل في طفلة صغيرة. «ذكرياتي مع عائلتي كلها جميلة وممتعة، كانوا مذهولين من تمكني من ركوب الهجن وكيف أركض بها على سرعة عالية ولم يرَ من قبل طفلة تحمل هذه الموهبة».

بدأت ريما، المشاركة في سباقات الهجن منذ نعومة أظافرها، وكانت تجربتها الأولى في سباق غير رسمي مع مجموعة من الأطفال الذكور، وحققت فيه نجاحًا كبيرًا. تقول ريما: «بدأت المشاركة بسباقات الهجن منذ طفولتي، فقد شاركت بسباق غير رسمي وهو سباق فقط تشجيعي مع مجموعة أطفال ذكور ونجحت بذلك، وكبر معي الشغف للوصول إلى العالمية والأولمبية ونشر هذه الرياضة على مستوى عالمي».

تمثل ريما مصدر إلهام للكثير من الفتيات اللواتي شاهدن نجاحها في هذه الرياضة الصعبة. تقول بفخر: «لقد تشجعت بفوزي الكثير من الفتيات، خاصة عندما شاهدنني أنجح في هذه الرياضة» وتضيف: «لقد ألهمت الكثيرات». هذا النجاح هو شعور مليء بالفخر والاعتزاز الذي طال انتظاره، وهي تواصل رحلتها بكل حب وثقة وشغف. تنظيم الوقت كان له دور كبير في نجاح ريما، حيث تمكنت من التوفيق بين دراستها ورياضتها. تقول: «تنظيم الوقت له دور كبير في جعلي أركز بدراستي وأركز في الرياضة، فالرياضة تساعدني على التركيز وتعلم الصبر كما تساعدني على تحقيق النجاح في الحياة المهنية».

التحديات التي واجهتها

إلا أن رحلة ريما الحربي لم تخلُ من التحديات، فقد واجهت مصاعب ومخاوف نظرًا لطبيعة الرياضة الذكورية وخطورتها. تقول: «واجهت الكثير من المصاعب والمخاوف في البداية، لأنها رياضة ذكورية ونوعًا ما بها نسبة خطورة بسبب الإصابات التي قد نتعرض لها، لكن حبي لها حفزني على التقدم بكل فخر». وتذكر أن إحدى المراحل الصعبة في مسيرتها الرياضية كانت عندما سقطت من فوق الهجن عند اقترابها من خط النهاية، وكان يفصلها عن الفوز بالمركز الثاني ثانية واحدة فقط، إلا أن سقوطها حال دون تحقيق هدفها آنذاك ولكنها تجاوزت تلك المرحلة وتلك السقطة كانت بمثابة دافع إلى الأمام وقد حققت المركز الأول فيما بعد. وتستعيد تلك اللحظة قائلة: «كانت مرحلة صعبة عندما سقطت من فوق الهجن عندما اقتربت من خط النهاية، وكان قد تبقى لي ثانية واحدة فقط لتحقيق الفوز بالمركز الثاني، ولكنني تخطيت ما حدث وتطورت ومن بعدها حققت الفوز بالمركز الأول ولله الحمد».

تحقيق النجاحات في عام الإبل يمثل لريما الكثير من الفخر والاعتزاز، ويعني لها الرغبة في المزيد من التقدم والنجاح. وهي تعبر عن مشاعرها بقولها: «نجاحي هذا العام وفوزي بالمركز الأول وتتويج اسم المملكة عالياً يعني لي الكثير حيث أن هذا العام هو عام الإبل للملكة وأشعر أنني ساعدت في إلقاء الضوء على دورهم وأهميتهم للملكة ولمنطقة الخليج بوجه عام» وترى ريما نفسها بطلة عالمية أولمبية وتطمح لتحقيق نجاحات مذهلة في هذا السياق وتقول «أرى نفسي بطلة أولمبية، وأطمح لتحقيق نجاحات مذهلة بإذن الله».

تتجاوز اهتمامات ريما عالم سباقات الهجن، فهي لاعبة ألعاب قوى وسيدة أعمال ناجحة تعمل في مجال التجارة على الرغم من أنها في الثانية والعشرين من عمرها، وتقول: «اهتماماتي تشمل الفروسية والرياضات المتنوعة هذا بالإضافة إلى كوني سيدة أعمال ناجحة والحمدلله». وتضيف حول كيفية الحفاظ على التوازن في حياتها: «أحافظ على توازن حياتي من خلال تنظيم الوقت واختيار الأهداف بعناية».

رسالة ريما الحربي للفتيات

رسالة ريما لمحبي سباقات الهجن من الفتيات هي دعوة للانضمام إلى هذه الرياضة والارتقاء بها إلى المستوى العالمي. تقول: «رسالتي لمحبي سباقات الهجن من الفتيات هي الانضمام إلى هذه الرياضة ولنسعى معًا للارتقاء بها إلى العالمية، فالآمال موضوعة عليكن وأنتن تستطعن تحقيقها».

تختتم ريما قصتها بتوجيه الشكر لكل من دعمها وشجعها، متمنية أن تكون الملهمة الأولى في مجال الإبل والهجن على مستوى العالم. تقول: «أشكر كل من قدم لي الدعم والتشجيع. أتمنى أن أكون الملهمة الأولى في مجال سباق الهجن على مستوى العالم».

 

نشر الموضوع للمرة الأولى على صفحات المجلة في عدد شهر يونيو 2024 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى