لايف ستايل

فاطمة عضوم عن رحلتها في عالم السينما العالميّة


شغف سينمائي 

تتحدث فاطمة عضوم عن خلفيتها، ونهجها في اختيار الأدوار، وأهمية تمثيل الناس في صناعة الترفيه.

فاطمة البنوي بملابس من “غي لاروشيه”/ الصورة من Photographer Mathieu Wauthier- Clothes Guy Laroche

تأسر الممثلة فاطمة عضوم، التي تجيد تقمص الأدوار، إعجاب الجماهير بأدائها المفعم بالحيوية وتفانيها. ومن ظهورها لأول مرة في فيلم Irreversible للمخرج غاسبار نوي، وحتى دورها أمام إدريس إلبا في مسلسل Hijack على AppleTV+، تبرهن رحلة فاطمة على تنوعها وبراعتها. وُلدت فاطمة ونشأت في فرنسا، وكانت المؤثرات التي تعرضت لها في سن مبكرة بعالم التمثيل راسخة في الحكايات التي نسجتها لها والدتها على مدار سنوات طفولتها الأولى. تقول: «كان الاستماع إلى حكايات والدتي من أكثر اللحظات الفريدة والثمينة في طفولتي. ولذا، أستطيع القول إنه كان لها أكبر الأثر عليّ». وفي السابعة من عمرها، لعب لقاؤها بالممثل تشارلز برونسون في فيلم  Once Upon a Time in the West دورًا محوريًا في قرارها باحتراف التمثيل. تقول: «كانت طريقته في التمثيل قوية للغاية لدرجة أنه أبهرني بموهبته. تشارلز برونسون في هذا الدور غير حياتي إلى الأبد».

تقدم فاطمة، الحاصلة على درجة الدكتوراه في السينما من جامعة السوربون، منظورًا فريدًا لمهنتها. توضح: «بينما كنت أعمل على تحضير رسالتي، كنت أشاهد الكثير من الأفلام، على الأقل 3 أفلام يوميًا، وبالطبع، كانت هناك أفلام مفضلة لدي. وكنت أدرس هذه الأفلام وفي الوقت نفسه كنت قد بدأت مسيرتي في عالم التمثيل. وأعتقد أن تمثيلي تأثر بحسي السينمائي الذي عملت على الارتقاء به في ذلك الوقت».

وتتبع فاطمة أسلوبًا في اختيار الأدوار تدفعه الرغبة في الاستكشاف. تقول: «السينما رحلة من وجهة نظري، لذا فإن دافعي الرئيسي هو الانطلاق دائمًا نحو عوالم لا أعرفها حقًا. وعندما أقول عالمًا، أعني العمل في بلدان مختلفة، وأنواع أفلام مختلفة… وبالطبع، هناك رحلات معينة تكون شيقة أكثر من غيرها بسبب العنصر البشري. إنه شيء رائع جدًا أن أعمل مع أشخاص موهوبين وودودين يتحلون بالاحترام والتواضع».

وطوال مشوارها الفني، لعبت فاطمة أدوارًا مختلفة، كل منها مفعم بشخصيته المميزة وسياقه الثقافي. ومن مشاركتها في فيلم Irreversible للمخرج غاسبار نوي، وحتى تجسيدها مؤخرًا دور رشيدة في مسلسل الإثارة والتشويق Hijack إلى جانب إدريس إلبا، لم تتوقف فاطمة مطلقًا عن تخطي الحواجز. تقول: «لا أريد أن أظل عالقة في نوع سينمائي واحد أو دور واحد. أحيانًا أكون امرأة مصرية ثرية (Hijack) وبعدها أكون نقابية فرنسية (Petites Mains)، كما بوسعي إدارة مزرعة إبل مغربية (Islands)، أو العمل في عالم الجريمة في باريس (Furies). وأشعر بامتنان لتمكني من العمل في شتى أنحاء العالم. لقد اكتشفت طرقًا عديدة للعب الأدوار المختلفة».

وعن دور رشيدة، تقول: «رشيدة سيدة مصرية ثرية، تتحدث المصرية والإنجليزية بلكنة مصرية، لذلك كان أول تحد يواجهها هو أن تكون مقنعة». ومن خلال التحضير الدقيق والتعاون مع مدربي اللغات ومصممي الأزياء، قدمت فاطمة أداءً يتسم بالأصالة والعمق. وتضيف فاطمة: «أراد المخرج أن تكون علاقة رشيدة بزوجها قائمة على الحب، ولكن لا تخلو من المشاحنات بينهما… وكان التحدي الأكبر والمثير للاهتمام هو تجسيد شخصية في وقت قصير بها كل هذه العيوب والصفات، بكل نقاط ضعفها ونقاط قوتها، فقط من خلال تعابير وجه بسيطة، من دون كلام».

وأبرز مسلسل Furies على نتفليكس، الذي عُرض لأول مرة مؤخرًا، قدرتها أكثر على الإبحار داخل تعقيدات النفس البشرية ببراعة وصدق. وهو مسلسل من نوع الحركة بطابع أسطوري، ومن تأليف جان إيڤ أرنو ويوان ليغاڤ. وتصف شخصية أميثيس التي لعبتها بأنها سيدة تخفي أسرارًا غامضة لتحمي ابنتها لينا. تقول: «تعرف أميثيس كيف تصنع كعك عيد الميلاد لابنتها وكيف تستخدم الأسلحة. إنها شخصية أم وامرأة يمكن أن تكون بنفس قسوة أي إنسان في عالم الجريمة».

وبالحديث عن سجلها الثري بالأدوار المتنوعة، تعترف فاطمة بأن التحديات والجوائز تأتي من تجسيد شخصيات ذات خلفيات ورؤى متنوعة. وكانت شخصية مريم باركيري التي لعبتها في مسلسل The Team أصعب وأمتع تجربة لها في مسيرتها الفنية. تقول: «لم يكن لدي سوى شهرين للتحضير، وكان يجب أن أتحدث الإنجليزية والسورية بلكنة دمشقية، وتضمنت شخصيتي حوارات ذاتية طويلة. فتدربت كثيرًا مع مدرب سوري من دمشق، وكنت خائفة بشدة من أن أبتعد عن المصداقية. وأحببت حقًا هذه الشخصية. وكان التحضير مكثفًا للغاية وفي زمن قياسي، وتعلمت الكثير عن سوريا وتهريب الأعمال الفنية مع أوروبا. كما أحببت هذا العمل لأني تعرفت على ثقافات أخرى وفهمت دوافع الجميع ووضعت نفسي مكانهم واحتفيت بهم، لذا كان أنجح دور لعبته». ورغم نيلها إشادة عالمية عن هذا الدور، لا تزال فاطمة تجتهد وتركز على المستقبل. وتكشف: «أشعر بامتنان شديد لأن ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية. ولكن، في الحقيقة، منذ هذا العمل أصبحت أرغب في المشاركة في المزيد والمزيد من الأفلام والمسلسلات العالمية». ورغم أنها من المدافعات عن تمثيل الناس والتنوع في مجال الترفيه، فلدى فاطمة مخاوفها وتطلعاتها. تقول: «أنا سعيدة حقًا لأن الأمور بدأت تتحرك أخيرًا… وقد كتبت للتو مسلسلاً عن هذا الموضوع وسيسعدني حقًا أن يُعرض قريبًا». وبعيدًا عن الأضواء، تهوى فاطمة البساطة وتستمتع بقضاء وقتها 

مع العائلة والأصدقاء. تقول: «أحتاج إلى الحياة البسيطة الهادئة لأعيد  شحن طاقتي، لذا بعيدًا عن الأضواء، أحب أن أكون مع عائلتي أو مع أصدقائي المقربين. أحيانًا أحب الانعزال عن العالم وأقوم بالعناية بالحدائق أو الكتابة». وفي حديثها عن مسيرتها، تقدم فاطمة نصيحة للممثلين الناشئين قائلة: «إذا أُغلقت أمامكم الأبواب، فلا تجعلوا ذلك يحبطكم لأنكم ستدركون أنها كانت فرصة ستفتح لكم أبوابًا أخرى أكثر إثارة». وتعمل فاطمة حاليًا على أول مسلسل لها عن المرأة والتنوع في السينما. كما سعدت مؤخرًا بالعمل في جزيرة فويرتيبنتورا مع المخرج  الموهوب جان أولي جيستر في فيلمه Islands. وتقول في ختام حديثها: «كان فيلمًا ساحرًا. ومن المرجح أن يشارك في المهرجانات الدولية الكبرى. وأتطلع بشدة لمشاهدته!».

الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات عدد 2024 من المجلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى